عيني عينك..

اسرائيل تسرق التراث الثقافي الفلسطيني

نور الدين اسماعيل

لم تكتف إسرائيل طوال السنوات الـ 75 السابقة من احتلال الأرض الفلسطينية بتهجير أصحاب الأرض الأصليين وتغيير معالم المدن الفلسطينية، والهوية المحلية الغارقة في التاريخ، بل سرقت أيضاً من الثقافة الفلسطينية بهدف بناء ثقاقة وتاريخ أفراد قدموا من بلاد مختلفة لبناء دولة "اسرائيلية".

ويبقى الصراع الثقافي جزءاً أساسي من الصراع على الهوية والأرض، ورغم محاولات إسرائيل على تسجيل التراث الفلسطيني كجزء من الهوية الإسرائيلية، لكنها باءت بالفشل في معظمها، حيث انسحبت إسرائيل من هيئة "اليونيسكو" في عام 2017.

وينقل عن رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتيناهو:"أن اليونيسكو أصبحت مسرحاً للعبثية" واتهمها بتشويه التاريخ.

نستعرض وإياكم بعضاً من محاولات تهويد الثقافة العربية، وسرقتها على العلن، لأنها بمثابة الراوي لحكايات الشعوب وتاريخها.

الكوفية

تعتبر الكوفية البيضاء المقلمة بالأسود رمز لهوية النضال الفلسطيني، ويعتبر ارتداؤها دليل على التضامن مع القضية الفلسطينية، كما فعل ياسر عرفات للكوفية من أحد أسباب انتشارها.

لكن المحاولات الإسرائيلية لم تتوقف عن استخدامها في الملابس الحديثة لتضييع الهوية الأساسية لها.

وبدأ عدد من مصممي الأزياء الإسرائيليين من اعتماد الكوفية في التصميمات الخاصة بهم، وعرضها عالميا على أنها تراث إسرائيلي.

ويضم متحف إسرائيل الوطني، والمبني على أراضي قرية لفتة المهجرة، مجموعة من الثياب التي استخدم فيها الكوفية باللونين الأحمر والأسود على أنها تراث إسرائيلي.

وتقول اللوحة المرافقة لهذه المجموعة، إن هذه الثياب هدية مقدمة من عائلة بن يوسف في تل أبيب، تعود إلى أواخر الستينات و السبعينات، ويمكن العثور على المحتويات الأخرى عند الضغط على الصورة أدناه.

التطريز الفلسطيني

رغم توثيق اليونيسكو للتطريز المستخدم في الأزياء الشعبية الفلسطينية على أنه تراث فلسطيني، لا تتوانى إسرائيل عن استخدامه وترويجه على أنه تراث إسرائيلي.

عمدت قوات الاحتلال على ارتداء المشاركات في حفل انتخاب ملكة جمال الكون لعام 2021، زي نسائي مطرز بتطريزات فلسطينية، حيث أقيمت الاحتفالية في مدينة "إيلات"داخل الأراضي المحتلة وعلى ساحل البحر الأحمر.

ونشرت إحدى المتسابقات التي مثلت أوكرانيا في المنافسة صوراً لها ولزميلاتها أثناء تحضير الأكلات الشعبية العربية.

الآثار الفلسطينية

يحرم القانون الدولي التنقيب عن الآثار في المناطق المحتلة ومناطق النزاع، ولكن إسرائيل تعرض تحفاً مسروقة من الضفة العربية تحت مسمى تحف ضائعة موجودة في متحف بلدان الكتاب المقدس.

ينبغي للبلد الراغب في ترشيح أحد آثاره أو ممتلكاته أن يُجرى أولا جرد لممتلكاته الثقافية والطبيعية الفريدة، وهو ما يُطلق عليه القائمة الأولية، وهي عملية هامه جداً.

فالاجراءات تقيد ترشيح الدول للمواقع الأثرية التي لم تدرج على قائمتها الأولية. ويلي ذلك اختيارها لأحد الآثار من هذه القائمة ليُوضع في ملف الترشيح، وعادةً يقوم مركز التراث العالمي بتقديم المشورة والمساعدة في إعداد هذا الملف.

يعتبر كل موقع من مواقع التراث ملكاً للدولة التي يقع ضمن حدودها، ولكنه يحصل على اهتمام من المجتمع الدولي للتأكد من الحفاظ عليه للأجيال القادمة. وتشترك جميع الدول الأعضاء في حماية المواقع والحفاظ عليها.

ومع إقرار قانون مجلس الأمن رقم 242 في بناء الدولتين كحل سياسي بين فلسطين وإسرائيل بعد 1976، يعني أن إسرائيل تملك الحق في تقديم طلب توثيق أماكن التراث العالمي داخل المناطق التي تقع تحت سيطرتها.

الأكلات الشعبية

تعمد إسرائيل على تصدير وصفات الطعام العربية على أنها وصفات إسرائيلية في رغبة منها استكمال الاستيلاء على التراث اللامادي الفسطيني لبناء هويتها الثقافية.

أصدرت هيئة السياحة الإسرائيلية ضمن عدد مجلتها الشهرية كتيب طبخ إسرائيلي انتشر في إنجلترا، أثار الجدل وغضب الجماعات الداعمة للقضية الفلسطينية، واعتبر جريمة متكاملة الأركان لسرقة أكلات شعبية فلسطينية، وتقديمها على أنها تراث إسرائيلي، ويحوي الكتيب وصفات لإعداد الوجبات، بعضها مقتبس من التراث الفلسطيني ووصفات عربية أخرى.

ويخصص عدد المجلة الحديث عن الخبز الفلسطيني على أنه خبز اسرائيلي، ذكر لأول مرة ضمن الكتاب المقدس في سفر التكوين، عندما قدمه الملك ملكي صادق لإبراهيمي.

ليس الخبز وحده هو مثار النقاش والجدل، هناك أيضاً قضية الفلافل التي يصر عليها الجانب الإسرائيلي، ووصلت حد نسب ورودها في نصوص التواراة.

وحسب موقع تورايفي toriavey فلقد اعتبروا أن كرات العدس المقلية والمعروفة باسم "أشيشم"، الواردة في الأناشيد والتوراة إحدى الأشكال المبكرة للفلافل في المنطقة.