
غازي عنتاب : إخلاء الخيم والمساجد من نازحي الزلزال
إيمان حمراوي
"طلبوا منا إخلاء المسجد، منازلنا إلى الآن لا نعرف مدى ضررها إثر الزلزال، ولا يوجد فيها كهرباء ولا حتى غاز، بينما الهزات مستمرة"، تقول تقول هدى (37 عاماً)، سيدة سورية عاشت زلزال ولاية غازي في السادس من شباط.
تحاول هدى وزوجها قدر الإمكان، إبعاد الخوف عن قلوب أطفالهما، البالغ عددهم أربعة، أصغرهم بعمر السنتين.
السيدة السورية، تنتظر تقييم منزلها الكائن في منطقة قرطاش بالولاية، وتتساءل، "لماذا فعلوا بنا ذلك؟! كنا بأمان في المسجد، أما اليوم لا نعرف أين نذهب بأنفسنا وأطفالنا، وبيوتنا قد تشكل خطراً على حياتنا".
آلاف الناس خرجوا إلى المساجد والمدارس والخيم فجر السادس من شباط، في ظل انخفاض درجات الحرارة والثلوج والأمطار المتجمدة، بعدما ضرب زلزال مزدوج جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوة الأول 7.7 درجات، والثاني 7.6 درجات، تلته مئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات.
وبعد عشرة أيام على الكارثة دعت إدارة الإفتاء في ولاية غازي عنتاب الأشخاص المقيمين في المساجد بعد الزلزال للعودة إلى منازلهم في حال كانت سليمة، وبيّنت أن الأشخاص الذين تضررت منازلهم ويخشون العودة عليهم الذهاب إلى أقرب مركز شرطة لتقديم طلب نقلهم إلى سكن الطلاب، موضحة أنه ظهر الخميس الفائت آخر يوم، وفق موقع "تركيا بالعربي".
أحد أئمة مساجد منطقة "كوناي كنت" في المدينة قال لروزنة إنه تم إفراغ المسجد يوم أمس الخميس من كل زوارها المؤقتين.
مسجد آخر في منطقة "بين إفلر" أكد من كان فيه من الزوار أنه تم تفريغه أيضاً.
ويقيم في ولاية غازي عنتاب أكثر من 2 مليون نسمة، بينهم أكثر من 460 ألف لاجئ سوري، من أصل 3 مليون و762 ألف سوري حاصلون على الحماية المؤقتة في تركيا، إذ تعتبر ثاني أكبر ولاية تركية يتواجد فيها سوريون بعد ولاية إسطنبول.
الخيم تُزال أيضأ
ليست فقط المساجد من تُفرّغ من اللاجئين إليها من الزلزال واهتزازاته الارتدادية، وإنما الخيم تفكك وتزال بينما الناس وبشكل خاص اللاجئين بأمس الحاجة إليها.
أم أمير (40 عاماً) أقامت بعد الزلزال مع زوجها وولديها ضمن مخيم نُصب في منطقة "تل فريك" بالمدينة.
تتخوّف أم أمير والسوريون هنا بعد تفكيك الخيم من العودة إلى منازلهم في ظل عدم تقييمها بعد من الحكومة، مع استمرار الهزات الارتدادية.
تقول أم أمير" إنهم منذ صباح أمس الخميس بدؤوا بإزالة الخيم، نخاف من فكرة العودة إلى منازلنا الباردة مع الهزات الارتدادية التي تذكرنا بالزلزال الكبير، ماذا نفعل إننا حائرون، إلى أين نذهب لا ندري".
وتتابع: "أخبرونا أنهم بحاجة لتلك الخيم في منطقة الإصلاحية المتضررة بشكل كبير من الزلزال".
مخيم نزب يستقبل المتضررين
ويقيم العديد من السوريين في مخيم نزب شرقي ولاية غازي عنتاب التي تضررت بشدة إثر الزلزال، وشهدت انهيار عدد كبير من المباني، وتشرد أعداد كبيرة من السكان.
مصطفى (29 عاماً) مقيم في مخيم نزب الذي يبعد 17 كيلومتر عن مدينة نزب، يقول لروزنة، إن العائلات المتضررة من الزلزال تقيم في كرفانات ضمن المخيم، وكل من تضرر منزله يستطيع القدوم إلى المخيم الذي لا زال يستقبل المتضررين.
وبيّن أن من تضرر منزله يستطيع إحضار ورقة من المخفر كإثبات لإدارة المخيم من أجل الحصول على مأوى.
فيما أشار أحمد أنّ إدارة المخيم أبلغت الأشخاص الذين لم تتضرر منازلهم بضرورة إخلاء السكن لمدة أقصاها اليوم الجمعة.

مخيم نيزب - تركيا
مخيم نيزب - تركيا
وكان والي غازي عنتاب نشر في تغريدة على تويتر، منذ أيام، أنه يتم استضافة الذين يعيشون في عنتاب والذين دمرت منازلهم أو تضررت بشدة في مهاجع "KYK" التي كانت مخصصة لسكن الطلاب.
وأضاف أنه في حال تعرّض منزلك لأضرار جسيمة أو دمر، يمكن تقديم طلب إلى أقرب مركز شرطة.
رئيسة بلدية المدينة، فاطمة شاهين، صرّحت لوسائل إعلامية أنّ "إحدى مناطق الولاية التي تضم 60 ألف نسمة نصف مبانيها مهدمة".
هل العودة هي الحل؟
عشرات اللاجئين السوريين عادوا إلى الشمال السوري منذ فتح معبري باب الهوى وتل أبيض الحدوديان أبوابهما في الـ 15 من شباط الجاري، بسبب خوفهم من الزلزال وفقدانهم الأمل بالحصول على مأوى آمن في الجنوب التركي.
وأعلن المعبران قبل أيام فتح باب الإجازات للسوريين المقيمين في المناطق المتضررة من الزلزال لقضاء إجازة في سوريا لمدة زمنية تتراوح بين 3 و 6 أشهر دون الحاجة لأخذ إذن سفر.
كارثة الزلزال التي وصفتها "منظمة الصحة العالمية" بأنها: "أكبر كارثة طبيعية في خلال قرن" تضرب بلداً واقعاً ضمن منطقتها الأوروبية، أدت إلى وفاة أكثر من 43 ألف إنسان في سوريا وتركيا.