صحراء النقب: 4 معلومات عن "الأرض البديلة" لسكان شمال غزة

صحراء النقب هي الوجهة التي اقترحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإيواء النازحين الفلسطينين من شمال قطاع غزة، بعد التصعيد العسكري الأخير في المنطقة بعد حرب غزة.

وفي مؤتمر صحفي عقده عبد الفتاح السيسي مع المستشار الألماني أولف شولتز، قال: إنه إذا كان هناك فكرة للتهجير، توجد صحراء النقب في إسرائيل يمكن نقل الفلسطينيين إليها حتى تنتهي تل أبيب من مهمتها المعلنة ضد الجماعات المسلحة من حماس والجهاد الإسلامي بقطاع غزة".

وتابع الرئيس السيسي كلامه: "إن العملية العسكرية التي ترغب إسرائيل من خلالها بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء لتصفية الجماعات المسلحة في غزة قد تستغرق سنوات لم يتم تحديدها بعد، وبالتالي في هذه الحالة تتحمل مصر تبعات هذا الأمر، وبالتالي تتحول سيناء إلى قاعدة للانطلاق بعمليات إرهابية ضد إسرائيل وتتحمل بموجبها مصر مسؤولية ذلك الأمر".

التطورات الأخيرة المتسارعة في قطاع غزة، والاعلان عن قرب اجتياح بري، دفع العديد من دول المنطقة إلى بحث خيارات لجوء الفلسطينين إليها، وكانت سيناء المصرية هي المرشحة لاستقبالهم.

وإذا ما اقتنعت الدول العربية والغربية بهذا الاقتراح سيتعين على الجهات المعنية بنقل الفلسطينين إلى ما بعد مستوطنات بئر السبع.

ويزداد الضغط الاسرائيلي لاخراج المدنيين من شمال قطاع غزة في اطار التحضيرات لاجتياح بري بعد التصعيد الأخير في الـ 7 من تشريت الأول/أكتوبر.

أين تقع صحراء النقب؟

المنطقة البديلة عن سيناء كانت صحراء النقب، والتي تقع ضمن الحدود الإدارية التي تسيطر عليها اسرائيل، وتمتد من شبه جزيرة سيناء حتى منطقة وادي عربة.

وتبلغ مساحتها نحو 14 ألف كيلو متر مربع وتقطنها عشائر عربية منذ عام 1948 ترتبط اجتماعيا بقبائل سيناء وشبه الجزيرة العربية والأردن.

وتنحدر معظم قبائل وعشائر النقب من قبيلة الترابين والتياها والعزازمة والجهالين والقديرات والظُلام وقبائل أخرى، ويملكون حالياً من أراضي النقب ما يقارب ثلاثة ملايين دونم، حسب ويكيبيديا.

تعتبر المنطقة جافة وقليلة الأمطار، ومشهود للمنطقة بالتفاوت الحراري ما بين الليل والنهار، رغم عدم توفر بنى تحتية في المنطقة، لكنها تعتبر مقصدا سياحياً مهماً لقربها من شواطئ البحر الأحمر.

لماذا سميت بالنقب؟

في لهجة البدو يذكرونه بالنقابة، وعندهم النقب هو الممر والمدخل والمسلك بين الوهاد والتلال ، ولغويا النقب هو الخرق في الجلد أو الجدار أو نحوهما ، وقد ذكروا أن كلمة النقب محرفة من الكلمة السامية "نجب"(NEGEB) أي الارض الجافة، وتسمى بالاسرائيلية الـ (NEGEV)، وفي فترة حكم العباسيين عرفت باسم (تربان).

بدو النقب بعد قيام دولة إسرائيل 48

بعد الإعلان عن قيام دولة إسرائيل في حرب عام 1948، أجبر نحو 100 ألف بدوي من القاطنين في الصحراء على الرحيل من منطقة النقب الشمالي والنقب الجنوبي، وقد تحول أغلبهم إلى لاجئين في الأردن وشبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، ومناطق الضفة الغربية خصوصاً مناطق الخليل والأغوار والقدس.

ولجأت غالبية بدو النقب إلى الأردن وشبه جزيرة سيناء وقد عرفوا في الأردن بـ (السبعاوية) نسبة لمنطقة النقب الشمالي-قضاء بئر السبع.

اليوم، وتضاعفت أعدادهم في الأردن بشكل كبير حتى بغلت نحو المليون نسمة، وفي سيناء والإسماعيلية شمال مصر تضاعفت أعدادهم حتى بلغت النصف مليون نسمة، فيما حطت أعداد منهم في التجمعات البدوية على امتداد الصحاري الشرقية للضفة الغربية حيث ما زالت العشائر البدوية من السبع وعراد شرقي النقب تعيش هناك.

من حوالي 110,00 بدوي الذين كانوا يعيشون في النقب قبيل عام 1948 لم يبقى سوى 11,000 بدوي فيها بعد الحرب، ينحدر منهم جميع البدو سكان النقب الحاليين.

بدو النقب الذين أُجبروا على الرحيل لسيناء، ولجأوا لقبائلهم في سيناء سمحت سلطات الاحتلال الإسرائيلية لهم بالعودة عندما سيطرت على شبة جزيرة سيناء عام 1967.

وبما أن منطقة النقب كانت منطقة عربية بحته وتقطن فيها قبائل بدوية من سيناء ويشترك في حكمها تاريخياً آل صوفي الترابين والهاشميين، اعتبر الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر منطقة النقب من أقاليم سيناء المنهوبة، وأنه لا بد من تحرير هذا الجزء من سيناء وإرجاع هذا الإقليم إلى السلطة العربية، فتم التخطيط لعملية الفجر (1967) التي تستهدف تدمير القواعد العسكرية وطرد القوات الإسرائيلية من النقب.